الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

موقف النبي صلى الله عليه وسلم من السّجع في الدعاء والذكر

موقف النبي صلى الله عليه وسلم من السّجع في الدعاء والذكر
ذكر أهل العلم أنه صلى الله عليه وسلم كان يكره السجع المتكلف والداعي للباطل حذرا من مشابهة الكهان ومن التكلف المنهي عنه، وقالوا أنه صلى الله عليه وسلم كان يحب السجع الذي يأتي في غاية الانسجام من غير تكلف، ويدل على هذا قول «ابن عباس» "انظر السجع في الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك - يعني لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب-"، رواه «البخاري»، وقالت «عائشة» رضي الله عنها "واجتنب السجع في الدعاء فإني عهدت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يكرهون ذلك"، رواه «ابن حبان» و«أحمد»، والمكروه عندهم ما كان فيه تكلف، أما السجع الذي يأتي بغير تكلف فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي به أحيانا، كما في حديث «أم زرع»، وقال «النووي» عند شرح قوله صلى الله عليه وسلم "اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع"، قال "هذا الحديث وغيره من الأدعية المسجوعة دليل لما قاله العلماء أن السجع المذموم في الدعاء هو المتكلف، فإنه يذهب الخشوع والخضوع والإخلاص ويلهي عن الضراعة والافتقار وفراغ القلب، أما ما حصل بلا تكلف ولا إعمال فكر لكمال الفصاحة ونحو ذلك أو كان محفوظا فلا بأس به، بل هو حسن"، وقال «ابن حجر» عند قوله "وغلب الأحزاب وحده فلا شيء بعده"، قال "هو من السجع المحمود، والفرق بينه وبين المذموم أن المذموم ما يأتي بتكلف واستكراه، والمحمود ما جاء بانسجام وإتقان، ولهذا قال في مثل الأول؛ أسجع، مثل سجع الكهان"، وكذا قال "كان يكره السجع في الدعاء ووقع في كثير من الأدعية والمخاطبات ما وقع مسجوعا، لكنه في غاية الانسجام المشعر بأنه وقع بغير قصد"، وذكر «ابن دقيق العيد» أن ما ورد من ذم السجع محمول على السجع المتكلف لإبطال حق وتحقيق باطل أو لمجرد التكلف بدليل أنه قد ورد السجع في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وفي كلام غيره من السلف.


0 التعليقات:

إرسال تعليق