الخميس، 28 يونيو 2012

(34)بشارة بفضل الوضوء والصلاة


 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وبعد:

فإن الله عز وجل أكرم عباده بطاعته وعبادته، وبشرهم بالثواب الجزيل والأجر العظيم، ومن ذلك ما ورد من بشارات في فضل الوضوء والصلاة.. منها:
فضل الوضوء

1- بشارة بمغفرة الذنوب:


قال (: «ومن توضأ فأسبع الوضوء، ثم مشى إلى صلاة مكتوبة، فصلاها مع الإمام، غُفِر له ذنبه» [رواه مسلم].
2- بشارة بخروج الخطايا من الجسد:
قال (: «مَنْ توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من أظفاره» [رواه مسلم].
3- بشارة بأن إسباغ الوضوء سبب في محو الخطايا ورفع الدرجات:
قال (: «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟» قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصَّلاة بعد الصَّلاة؛ فذلكم الرباطً، فذلكم الرَّباط» [رواه مسلم].
4- بشارة بفتح أبواب الجنة الثمانية:
قال (: «ما منكم من يتوضأ فيبلغُ – أو فَيُسْبغُ – ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله؛ إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء» [رواه مسلم].
فضل الصلاة

1- بشارة بالنور التام يوم القيامة:


قال (: «بشروا المشائين في الظُّلم إلى المساجد بالنُّور التَّامِّ يوم القيامة». [رواه أبو داود والترمذي].
2- بشارة بإعداد نزلٍ في الجنة:
قال (: «من غدا إلى المسجد أو راح، أعدَّ الله له في الجنة نزلاً كلَّما غدا أو راح» [رواه البخاري ومسلم].
7- بشارة بأن كل خطوة إلى المسجد تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة:
قال (: «من تطهر في بيته، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله؛ ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطواته، إحداها تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة» [رواه مسلم].
8- بشارة لمن يأتي إلى الصلاة مبكرًا بالأجر العظيم:
قال (: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه؛ ولو يعلمون ما في التهجر لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتَوْهُما ولو حَبْوًا» [متفق عليه].

«الاستهام»: الاقتراع، و«التهجير»: التبكير إلى الصلاة.

9- بشارة بأن أبعد الناس ممشى إلى الصلاة أكثرهم أجرًا:
قال (: «إن أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدُهم مَمْشى فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرًا من الذي يصليها ثم ينام» [رواه البخاري ومسلم].
10- بشارة بأن من أتى المسجد فهو زائر الله:
قال (: «من توضأ في بيته فأحسن الوضوء، ثم أتى المسجد؛ فهو زائر لله، وحقّ على المزور أن يكرم الزائر» [رواه الطبراني].
11- بشارة بأن منتظر الصلاة لا يزال في الصلاة:
قال (: «لا يزال أحدكم في الصلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة» [رواه البخاري ومسلم].
12- بشارة بمباهاة الله وملائكته:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: صلينا مع رسول الله ( المغرب، فرجع من رجع، وعقب من عقب، فجاء رسول الله ( مسرعًا قد حفزه النفس، قد حسر من ركبتيه؛ قال: «أبشروا، هذا ربكم قد فتح بابًا من أبواب السماء؛ يباهي بكم الملائكة؛ يقول: انظروا إلى عبادي! قد قضوا فريضة، وهم ينتظرون أخرى» [رواه ابن ماجه].
13- بشارة بأن الله وملائكته يصلون على الصف الأول:
قال (: «إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول». [رواه أبو داود والنسائي].
14- بشارة بأن من أدرك تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه:
قال (: «إذا قال أحدكم آمين وقالت الملائكة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدم من ذنبه». [رواه البخاري ومسلم].
15- بشارة بأن من صلى الفجر كتب في وفد الرحمن:
قال (: «من توضأ، ثم أتى المسجد، فصلى ركعتين قبل الفجر، ثم جلس حتى يصلي الفجر، كتبت صلاته يومئذ في صلاة الأبرار، وكتب في وفد الرحمن». [رواه الطبراني].
16- بشارة بحفظ الله عز وجل:
قال (: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله».[رواه مسلم]. فانظر يا ابن آدم، لا يطلبنَّك الله من ذمته بشيء، ومعنى «في ذمة الله» أي: في حفظه وأمانه.
17- بشارة بالجنة لمن حافظ على صلاة العصر والفجر جماعة:
قال (: «من صلى البَرْدَيْن دخل الجنة». [رواه البخاري ومسلم].

«البردان»: الصبح والعصر.
18- بشارة بأن الصلاة أمان من النار:
قال (: «لن يلج النارَ أحدٌ صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها». [رواه مسلم].

يعني: الفجر والعصر.
19- بشارة بتعاقب الملائكة على المصلين جماعة:
قال (: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، ثم يعرج الذين يأتون فيكم، سألهم الله – وهو أعلم بهم – كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون» [رواه البخاري ومسلم].
20- البشارة بأجر قيام ليلة كاملة:
قال (: «من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة، كان له كقيام ليلة» [رواه الترمذي].
21- بشارة بالبراءة من النار والنفاق:
قال (: «من صلى لله أربعين يومًا في جماعة؛ يدرك التكبيرة الأولى، كتب له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق». [رواه الترمذي].
22- بشارة بأن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد:
قال (: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذِّ، بسبع وعشرين درجة». [رواه البخاري ومسلم].
23- بشارة بدعاء الملائكة للمصلي بالرحمة والمغفرة:
قال (: «الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه، ما لم يحدث، تقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه». [رواه البخاري ومسلم].
24- بشارة بالجواز على الصراط إلى الجنة:
قال (: «المسجد بيت كل تقي، وتكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة، والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة». [رواه الطبراني والبزار].
25- بشارة بأن الصلاة صلة بين العبد وربه:
قال (: «إن أحدكم إذا صلى يناجي ربه». [رواه البخاري].
26- بشارة بضمان الله لمن حافظ على صلاة الجماعة:
قال (: «ثلاثة كلهم ضامن على الله؛ إن عاش رزق وكفي، وإن مات أدخله الله الجنة؛ من دخل بيت مسلم فهو ضامن على الله، ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله، ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله». [رواه أبو داود].
27- بشارة لأهل الخشوع في الصلاة:
قال (: «ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها؛ وخشوعها، وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤتَ كبيرة، وذلك الدهر كله» [رواه مسلم].
28- بشارة بأن الصلاة عون في المهمات ونهي عن الفحشاء والمنكرات:
قال الله تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ( [البقرة: 45]، وقال تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ( [العنكبوت: 45].
29- بشارة بأن الصلاة أفضل الأعمال:
عن ابن مسعود ( قال: سألت رسول الله ( أي الأعمال أفضل؟ قال: «الصلاة على وقتها». قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين» قلت ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» [رواه مسلم].
30- بشارة بأن الصلاة نور في القلب والوجه:
قال (: «الصلاة نور». [رواه مسلم].
31- بشارة بالفوز:
قال سبحانه وتعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا( [الأحزاب: 71].
32- الانتصار على هوى النفس:
والله عز شأنه يقول: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى( [النازعات: 40، 41].
33- النظر إلى وجه الله الكريم؛ وهو أعظم لذائذ الجنة:
قال (: «إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا». [رواه البخاري ومسلم].
34- البعد عن صفات المنافقين:

قال (: «ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حَبْوًا» [رواه البخاري ومسلم].


مراتب الناس في الصلاة


قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: والناس في الصلاة على مراتب خمسة:

-أحدها: مرتبة الظالم لنفسه المفرط، وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها.

-الثاني: من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها، لكنه قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة، فذهب مع الوساوس والأفكار.

-الثالث: من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار، فهو مشغول بمجاهدة عدوه؛ لئلا يسرق صلاته فهو في صلاة وجهاد.

-الرابع: من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها؛ لئلا يضيِّع شيئًا منها؛ بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها وإتمامها، قد استغرق قلبه شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها.

-الخامس: من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك، ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عز وجل، ناظرًا بقلبه إليه، مراقبًا له، ممتلئًا من محبته وعظمته، كأنه يراه ويشاهده، وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطرات، وارتفعت حجبها بينه وبين ربه، فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض، وهذا في صلاته مشغول بربه عز وجل قرير العين به.

فالقسم الأول معاقب، والثاني محاسب، والثالث مكفَّر عنه، والرابع مثاب، والخامس مقرب من ربه؛ لأن له نصيبًا ممن جعلت قرة عينه في الصلاة؛ فمن قرت عينه بصلاته في الدنيا، قرت عينه بقربه من ربه عز وجل في الآخرة، وقرت عينه أيضًا به في الدنيا، ومن قرت عينه بالله قرت به كل عين، ومن لم تقر عينه بالله تعالى تقطعت نفسه على الدنيا حسرات.

0 التعليقات:

إرسال تعليق