الجمعة، 14 أكتوبر 2011

المبشرات في رؤية النبي في المنام



{وبشر الذينَ ءامنوا وعَمِلوا الصالحاتِ أنَّ لهُم جناتٍ تجري من تحتِها الأنهارُ} [سورة البقرة/25].

وكلُّ ما أتى به الرسولُ *** فحقُّهُ التسليمُ والقَبولُ

لذلك كان المؤمن تواقًا لدخول الجنة خائفًا من سوء الخاتمة، يدعوه الخوف والقلق للاستعداد ليوم المعاد وللرحيل عن الدنيا للآخرة بخير زاد.
والنبي صلى الله عليه وسلم بشر بالعموم كما في قوله:
"مَنْ قالَ: "رضيتُ بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمدٍ نبيًّا" أنا الزعيمُ يوم القيامةِ لآخُذَنَّ بيدهِ حتى أُدخِلهُ الجنة" رواه الطبراني .

كما بشر البعض بخصوصه، فلقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن أبا بكر في الجنة وأن عمر في الجنة وأن عثمان وعليًّا وطلحة والزبير وسعدًا وسعيدًا وعبد الرحمن بن عوف وأبا عبيدة كلهم في الجنة .

كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أن الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة ، وأنّ الجنة تشتاق لعلي وعمار وبلال ، وأنّ جعفرًا الطيار لما قُطعت يداه في غزوة مؤتة أبدله الله بهما جناحين يطير بهما في الجنة .

فإن قال قائل: أولئك قوم رضي الله عنهم ورضوا عنه فسعدوا بما بشرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وحظوا بلقائه وباؤوا بالجنة فاطمأنت قلوبهم فهل من بشرى لنا وبيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مئات السنين؟

أبشر أخي المؤمن، فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"ذهبتِ النبوة وبقيتِ المبشرات"
قيل: وما المبشرات يا رسول الله؟ قال:
"الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له" رواه الإمام أحمد .

من المبشرات أن من رأى النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في المنام سيفوز بحسن الختام والدخول بلا عذاب إلى جنة الخلد دار السلام، فالرسول بشَّر من رءاه في المنام بدخول الجنان فقال:
"من رءاني في المنام فسيراني في اليقظة" رواه البخاري في صحيحه .

ولقد قال أهل العلم: إن رؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام بشرى كبيرة للرائي،
وهي أنه لا بد أن يراه في اليقظة قبل الموت،
والنبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره لا يخرج منه،
فيصير ما بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم من الجبال وغيرها كالبلور.

وأما ما قاله البعض:
إنّ المراد باليقظة هنا الآخرة،
فجواب أهل العلم على كلامه:
أين المزية إذن لمن رأى النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا في المنام طالما أن من مات على دينه صلى الله عليه وسلم سواء رءاه في الدنيا في المنام أم لم يره في المنام فالكل سيراه في الآخرة؟!
وما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "فسيراني في اليقظة"؟!
فالمراد رؤيته في الدنيا قبل الموت.

لقد ورد بالإسناد المتصل أن رجلاً كان في عصر السلف بعد نحو مئة وخمسين سنة من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم يسمى الحسن بن حي، كان من العلماء العاملين من أهل الحديث الاتقياء وله أخ مثله، هذا الحسن بن حي لما كان على فراش الموت سمعه أخوه يقرأ قوله تعالى:
{ومَن يُطعِ الله والرسول فأولئكَ معَ الذينَ أنعمَ الله عليهم من النبيين والصِّدِّيقين والشهداءِ والصالحين وحَسُنَ أولئكَ رفيقًا} [سورة النساء/69].

فلما سمعه يتلو الآية قال له:
يا أخي تتلو تلاوةً أم ماذا؟ قال:
لا، بل أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك لي ويبشرني بالجنة وأرى الملائكة وأرى الحور العين.

بشرانا إن نحن رأينا *** في الرؤيا وجه المختار
مبتسم الثغر وضاحكه *** وضّاء بالنور الساري
من شاهد شيئًا يعجبه *** تكرارًا قد يتجنبه
وجمال الهادي نرقبه *** لن نسأم رغم التكرار

فإن قال قائل: وكيف لي أن أعرف ان الذي رأيته في المنام هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
فالجواب: أنه يقع في قلبك وتطمئن نفسك أن هذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وإن قال: ما أوصافه الخلقية حتى أعرفه بها؟

فالجواب: قد تراه على صورته الحقيقية وقد تراه على غير صورته الحقيقية ولكن مع اطمئنان النفس بأن من تراه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن الشيطان لا يتمثل به صلى الله عليه وسلم، وأما عن أوصافه الخلقية صلى الله عليه وسلم: فإنه صلى الله عليه وسلم كامل في ذاته مكمّل في أوصافه، جميل الصورة، ظريف القوام، مربوع القامة ليس بالطويل الذاهب ولا بالقصير، عظيم الرأس، بعيد ما بين المنكبين، سواء البطن والصدر، مشرق الوجه، كأنه البدر ليلة التمام، أجلى الجبهة، قمري الجبين واسعه، حواجبه هلالية، كحيل الطرف، أهدب العينين، أبيض الخدين مشرب بالحمرة، يجري الحسن في خديه، عظيم اللحية، كوكبي الأنف، خاتم الفم، جميل الابتسام، مفلّج الأسنان، سلسبيل الريق، معتدل العنق في صفاء الفضة النقية.

قالت السيدة عائشة في وصف أفضل الكائنات: [الوافر]

وأجمل منك لم تر قط عين




وأجمل منك لم تلد النساءُ
خُلقت مبرءًا من كل عيب




كأنك قد خُلقت كما تشاء

اللهم ارزقنا رؤيته صلى الله عليه وسلم يقظة وفي المنام على صورته الحقيقية.


إن القلوب إلى الرسول تميلُ




ومعي بذلك شاهد ودليلُ
أما الدليل إذا ذكرت محمدًا




صارت دموع العاشقين تسيلُ

وقد يسأل عاشق متلهف تواق لرؤية المصطفى في المنام:
ما السبيل إلى رؤيته صلى الله عليه وسلم؟

فمن أسباب الرؤيا الصالحة، أن يتلو المرء سورة الكافرون قبل النوم، وأن يشتغل بالذكر حتى النوم، وينام على طهارة كاملة مستقبلاً القبلة، وأن يعلق قلبه برسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقد روى أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"مَنْ سَرَّهُ أن يكتالَ بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهلَ البيت فليقل: "اللهم صلِّ على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليتَ على ءال إبراهيم إنك حميد مجيد".

كذلك الإكثار من الصلاة والسلام على النبي ليلاً، ونهارًا، ومن صيغتها:

اللهم صلّ صلاة كاملة، وسلم سلامًا تامًّا على سيدنا محمد الذي تنحل به العقدُ وتنفرج به الكرب وتُقضى به الحوائج وتُنال به الرغائب وحُسن الخواتيم ويُستسقى الغمام بوجهه الكريم وعلى ءاله وصحبه وسلم [100 مرة].

اللهم صل على بدر التمام، ومصباح الظلام، ومفتاح دار السلام، وشمس دين الإسلام، محمد عليه الصلاة والسلام [كل يوم 10 مرات، ويوم الجمعة 100 مرة].

اللهم صل على سيدنا محمد طبّ القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها وعلى ءاله وصحبه وسلم.

فردّد هذه الاوراد عسى تحظى برؤيته صلى الله عليه وسلم، وقل:


اللهم إني أسألك بحبك لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم أن تجمعني به، إنك على كل شئ قدير.










اللهمّ ارزقنا رؤية الحبيب محمّد يقظةً وفي المنام
هذه الليلة وكل ليلة
على صورته الأصلية

0 التعليقات:

إرسال تعليق