عن قيلة بنت مخرمة - رضي الله عنها-
أنها: "رأت النبي صلى الله عليه وسلم
وهو قاعد القرفصاء
[قالت]:
فلما رأيت رسول الله
- صلى الله عليه وسلم-
المتخشع، وقال
موسى: المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق"(1)
ومعنى القرفصاء: هي جلسة المحتبي بيديه
بأن يجلس على إلييه
ويلصق فخذه ببطنه
ويضع يده على ساقيه كما يحتبي بالثوب(2)
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
في سياق طويل من حديث إيلاء
النبي صلى الله عليه وسلم من نسائه
قال: "فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإذا هو مضطجع على رمال حصير ليس بينه وبينه فراش
قد أثر الرمال بجنبه
متكئاً على وسادة من آدم حشوها ليف "(3)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال:
ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -
كأن الشمس تجري في وجهه
وما رأيت أحدا أسرع في مشيته من رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -
كأنما الأرض تطوى له ، إنا لنجهد أنفسنا
وإنه لغير مكترث
" ما رأيت شيئًا أحسن من رسول الله
- صلى الله عليه وسلم-
كأنما الشمس تجري في وجهه
وما رأيت أسرع في مشيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
كأن الأرض تطوى له
إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث "(4)
تحدثنا آفاق هذه الصور المعبرة عن خلق عظيم
ظهرت ملامحه على هيئة النبي
- صلى الله عليه وسلم-
وسلوكه، ألا وهو التواضع وخفض الجناح
الذي أحبه محمد
- صلى الله عليه وسلم-
وتمثله في ذاته، وارتضاه مع من حوله
ورغّب الأمة إليه!
و تكبر قيمة هذا الخلق ويعظم أثره عندما يصدر من رجل عظيم
له من الشرف والسؤدد ما لا يبلغه أحد من أمته
إنه شرف لا يحاز بمنصب كبير
ولا بشهادات عليا
كلا ولا بقناطير الذهب والفضة...
هو فوق ذلك ولا ريب!
إنه شرف الاصطفاء الرباني
والنبوة الخاتمة التي اختار صاحبها أن يكون عبداً رسولاً
على أن يكون ملكاً رسولا!!
عبداً...
يجلس كما يجلس العبيد جلسة الخشوع
ويضطجع ضجيعة التواضع
فتكسوه هيبة وجلالاً، وتربو به قدراً وكمالاً
تؤثر الرمال على جسده الشريف فلا يتّقيها إلا بحصير حقير
لا فراش عليه ولا بساط!!
متّكئاً على وسادة زهيدة من جلد محشوة ليفاً!!
يا لخشونة هذا المتاع القليل!
ويا للين هذا الرسول الكريم
الذي يتلقى تلك المرأة المسكينة المرتجفة فزعاً من مهابته
وهو قاعد القرفصاء
فيقول لها الحبيب صلى الله عليه وسلم
كلمة أذهبت ما فيها من الروع والفرق؛
كما في رواية:" يا مسكينة عليك السكينة "(5)
لا يأنف مجالسة الفقراء
بل هم أحظى الناس بقربه
يقعد بينهم حيث انتهى به المجلس.
ويمشي صلى الله عليه وسلم متواضعاً لمولاه
- عز وجل-
فيهتزّ الثرى طرباً لممشاه، وتتقارب المسافات شوقاً لخطاه
كأنما الأرض تطوى تحت قدميه
ويسبق أصحابه في سيره الهين
وخطاه الواثقة، من غير أن يناله تعب أو نصب
في حين ظلّ الجهد والإعياء يعلوهم؛
لقوته الظاهرة، وبنيته السليمة
و لا تخلو حركاته من أمر بات سمة لازمة له
ألا وهو ذكر الله تبارك وتعالى
فكان يذكر ربه على كل أحواله
ويختم مجالسه بتسبيحه واستغفاره
وعند نومه بدعائه ومناجاته
ومسيره بتكبيره وتهليله
فيخشع القلب، وتخضع الجوارح
مصداقاً لقوله تعالى
(إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)(6)
- صلى الله عليه وسلم-
كأنما الشمس تجري في وجهه
وما رأيت أسرع في مشيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
كأن الأرض تطوى له
إنا لنجهد أنفسنا وإنه لغير مكترث "(4)
تحدثنا آفاق هذه الصور المعبرة عن خلق عظيم
ظهرت ملامحه على هيئة النبي
- صلى الله عليه وسلم-
وسلوكه، ألا وهو التواضع وخفض الجناح
الذي أحبه محمد
- صلى الله عليه وسلم-
وتمثله في ذاته، وارتضاه مع من حوله
ورغّب الأمة إليه!
و تكبر قيمة هذا الخلق ويعظم أثره عندما يصدر من رجل عظيم
له من الشرف والسؤدد ما لا يبلغه أحد من أمته
إنه شرف لا يحاز بمنصب كبير
ولا بشهادات عليا
كلا ولا بقناطير الذهب والفضة...
هو فوق ذلك ولا ريب!
إنه شرف الاصطفاء الرباني
والنبوة الخاتمة التي اختار صاحبها أن يكون عبداً رسولاً
على أن يكون ملكاً رسولا!!
عبداً...
يجلس كما يجلس العبيد جلسة الخشوع
ويضطجع ضجيعة التواضع
فتكسوه هيبة وجلالاً، وتربو به قدراً وكمالاً
تؤثر الرمال على جسده الشريف فلا يتّقيها إلا بحصير حقير
لا فراش عليه ولا بساط!!
متّكئاً على وسادة زهيدة من جلد محشوة ليفاً!!
يا لخشونة هذا المتاع القليل!
ويا للين هذا الرسول الكريم
الذي يتلقى تلك المرأة المسكينة المرتجفة فزعاً من مهابته
وهو قاعد القرفصاء
فيقول لها الحبيب صلى الله عليه وسلم
كلمة أذهبت ما فيها من الروع والفرق؛
كما في رواية:" يا مسكينة عليك السكينة "(5)
لا يأنف مجالسة الفقراء
بل هم أحظى الناس بقربه
يقعد بينهم حيث انتهى به المجلس.
ويمشي صلى الله عليه وسلم متواضعاً لمولاه
- عز وجل-
فيهتزّ الثرى طرباً لممشاه، وتتقارب المسافات شوقاً لخطاه
كأنما الأرض تطوى تحت قدميه
ويسبق أصحابه في سيره الهين
وخطاه الواثقة، من غير أن يناله تعب أو نصب
في حين ظلّ الجهد والإعياء يعلوهم؛
لقوته الظاهرة، وبنيته السليمة
و لا تخلو حركاته من أمر بات سمة لازمة له
ألا وهو ذكر الله تبارك وتعالى
فكان يذكر ربه على كل أحواله
ويختم مجالسه بتسبيحه واستغفاره
وعند نومه بدعائه ومناجاته
ومسيره بتكبيره وتهليله
فيخشع القلب، وتخضع الجوارح
مصداقاً لقوله تعالى
(إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ)(6)
0 التعليقات:
إرسال تعليق