الجمعة، 14 أكتوبر 2011

الوعد في السنة النبوية الشريفة



لا شك أن الوفاء بالوعد والعهد من صفات المؤمنين ،








وأن إخلافهما من صفات المنافقين ،

كما جاء عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما



عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أربع من كن فيه كان منافقا وإن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر


الراوي: عبد الله بن عمرو بن العاص المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 5/309
خلاصة حكم المحدث: صحيح



– رواه البخاري ( 2327 ) ومسلم ( 58 ) - .




والمؤمن الذي يواعد الناس ويخلف وعده إما أن يكون معذوراً أو لا يكون كذلك ،




فإن كان معذوراً فلا إثم عليه ،



وإن لم يكن معذوراً : كان آثماً .



ولم يأتِ نصٌّ – فيما نعلم –




يجمع ما استثني من تحريم إخلاف الوفاء بالوعد والعهد ،



لكن يمكن أن يكون إخلاف الوعد أو العهد في حالات يُعذر فيها المؤمن ، منها




أ‌. النسيان .



وقد عفا الله تعالى عن النسيان في ترك واجب أو فعل محرَّم ،



كما قال الله تعالى : {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِيْنَا أَو أَخْطَأْنَا



" نعم " – رواه مسلم ( 125 ) من حديث أبي هريرة - ، وفي رواية



" قد فعلت " – رواه مسلم ( 126 ) من حديث ابن عباس - .



فمن واعد شخصاً ثم نسي الوعد أو نسي وقته : فلا حرج عليه .


ب‌. الإكراه على إخلاف الوعد .




والإكراه : أحد الموانع التي تجيز للمسلم التخلف عن الموعد ،



كمن حُبس أو مُنع من الوفاء بالوعد أو هُدّد بعقوبة تؤلمه .




فعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :


" إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه " .


الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن كثير - المصدر: تحفة الطالب - الصفحة أو الرقم: 232

خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد


رواه ابن ماجه ( 2045 ) ،



وللحديث شواهد كثيرة ،


وقد صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 1836 ) .




ج‌. الوعد على فعل محرَّم أو ترك واجب .



فمن وعد شخصاً على أن يفعل له محرماً ،


أو يترك واجباً فإنه لا يجوز الوفاء به .



ويمكن الاستدلال بحديث عائشة –


ويُسمَّى حديث بريرة – وهو في الصحيحين -



وقد وعدت عائشة – رضي الله عنها –



أهل بريرة على أن يكون ولاء بريرة لهم على حسب طلبهم



مع أن عائشة – رضي الله عنها – هي التي ستعتقها ،


جاءت بريرة إلي . فقلت : يا عائشة ! إني كاتبت أهلي على تسع أواق . في كل عام أوقية . بمعنى حديث الليث . وزاد : فقال " لا يمنعك ذلك منها . ابتاعي واعتقي " . وقال في الحديث : ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فحمد الله وأثنى عليه . ثم قال " أما بعد " .



الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1504
خلاصة حكم المحدث: صحيح




ولم تفِ بهذا الوعد ؛ لأنهم خالفوا الشرع وهم يعلمون أن " الولاء لمن أعتق " ،




فكيف تعتقها عائشة ويكون ولاء بريرة لهم ؟ .




قال الشافعي :



... فلما بلغهم هذا : كان مَن اشترط خلاف ما قضى الله ورسوله عاصياً ،



وكانت في المعاصي حدود وآداب ، وكان من آداب العاصين



أن تعطل عليهم شروطهم لينكلوا عن مثلها ، وينكل بها غيرهم ،



وكان هذا من أحسن الأدب .



" اختلاف الحديث " ( ص 165 ) .



د‌. حصول طارئ مع صاحب الموعد


من مرض أو وفاة قريب أو تعطل وسيلة النقل ... الخ .




وهي أعذار كثيرة ، تدخل في قوله تعالى



{لَا يُكَلِّف الْلَّه نَفْسَا إِلَا وُسْعَهَا } .

0 التعليقات:

إرسال تعليق