كفاح أعظم الرسل
المعجزات التي وقعت في شتي بقاع
الأرض يوم مولد النبي الكريم
'كان خلقه القرآن'
في ذكري مولد سيدنا محمد بن عبدالله النبي الأمي الكريم صلي الله عليه وآله وسلم، ندرك عظمة هذه الشخصية المبهرة التي غيرت مسار الحياة علي الأرض، فأصبحت الحياة بعد رسالته غير الحياة التي كانت عليها قبل الرسالة الخالدة.
وعظمة هذه الشخصية تفوق كل مناسيب العظمة التي عرفها الانسان.
وشخصيته قبل الرسالة هي نفس الشخصية بعد الرسالة..
فلم يسجد لصنم قط
ولم يكن عالة علي أحد فقد كان يكسب من عمل يده.
وكان مثال الوفاء والشجاعة والصبر، والامانة حتي أطلقوا عليه الأمين.
قال عنه ابن كثير:
'معلوم لكل لب أن محمدا صلي الله عليه وسلم من أعقل خلق الله تعالي، بل أعقلهم وأكملهم علي الاطلاق في نفس الأمر.
ويقول عنه الشيخ محمد أبوزهرة:
'أشتد أمر النفاق والمنافقين، وكثرت أضرارهم، فطلب عمر رضي الله تعالي عنه من محمد بن عبدالله صلي الله تعالي عليه وسلم أن يقتلهم.
فقال عليه الصلاة والسلام:
لايتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه.. ثم أشتد النفاق. حتي هم أهل كل بيت فيه منافق أن يقتله، فقال عليه الصلاة والسلام: أين عمر؟
لو قلتهم حين قتلهم لأرعدت لهم أنوف هي اليوم تريد قتلهم.
بهذا العقل الحكيم استقبل رسالة ربه، وبهذا العقل الحكيم أدار المدينة الفاضلة التي قامت عليحكم الله تعالي وأمره ونهيه، ونفذت فيها النظم الاسلامية'.
***
طلب الامام الحسن بن علي رضي الله عنهمامن هند بن أبي هالة أن يصف له الرسول، فقال هند:
كان رسول الله صلي الله تعالي عليه وسلم، متواصل الأحزان، دائم الفكر ليس له راحة، ولايتكلم في غير حاجة طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم.. فضلا لافضول فيه، ولا تقصير.. دمثا ليس بالجاني ولا المهين، يعظم النعمة وإن دقت، لايذم شيئا لم يكن يذم، ولايمدحه، ولايقام لغضبه، اذا تعرض أحد للحق بشيء حتي ينتصر له، اذا أشار أشار بكفه كلها، واذا تعجب قلبها، واذا تحدث اتصل بها فضرب بإبهامه اليمني راحته اليسري، واذا غضب أعرض وأشاح، واذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام'.
ويقول القاضي عياض في الشفاء.
: وأما كلامه المعتاد وفصاحته المعلومة، وحكمه المأثورة، فقد ألفت فيها الكتب، ومنها من لايوازي فصاحة، ولايباري بلاغة كقوله:
المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعي بذمتهم أدناهم، وهم يد علي من سواهم'.
وقوله:
'الناس كأسنان المشط'، و'المرء مع من أحب'. ولا خير في صحبة من لايري لك ما تري له'، 'الناس معادن، 'وماهلك أمرؤ عرف قدره'، والمستشار مؤتمن.. ورحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو سكت فسلم.
وقوله:
اسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين
وقوله:
إن أحبكم إليٌ وأقربكم مجالسي يوم القيامة أحسنكم أخلاقا، الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وقوله: ولعله كان لايتكلم بما لايعنيه، ولايبخل بما لايغنيه' وقوله: ذو الوجهين لايكون عند الله وجيها، ونهيه عن قيل، وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، ومنع هات وهات، عقوق الامهات ووأد البنات'.
وقوله: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن'.
'وخير الأمور أوسطها' وقوله
'أحبب حبيبك هونا ما عسي أن يكون بغيضك يوما ما.
وقوله: الظلم ظلمات يوم القيامة
وقوله في بعض دعائه:
: اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها أمري، وتلم بها شعثي، وتصلح بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكي بها عملي، وتلهمني بها رشدي، وترد بها الفتي، وتعصمني بها من كل سوء، اللهم إلي أسألك الفوز عند القضاء، ونزل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر علي الأعداء'.
***
وصفه أبوهريرة رضي الله عنه بقوله:
'كان يقبل جميعا، ويدبر جميعا، بأبي وأمي، لم يكن فاحشا ولامتفحشا ولا صخابا في الاسواق'.
ويروي أبوهريرة أيضا:
دخلت السوق مع النبي صلي الله عليه وسلم فاشتري سراويل، وقال للوزان زن وأرجح، فيثب التاجر إلي يد النبي صلي الله وسلم يقبلها، فجذب يده وقال: هذا ما يفعله الأعاجم بملوكها، ولست بملك، أنا رجل منكم.
ثم أخذ السراويل فذهبت لأحملها فقال صلي الله عليه وسلم صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله'.
لقد كان كما يقول ابن كثير: ثم كان قبل البعثة وبعدها وقبل هجرته ملجأ الفقراء والأيتام والضعفاء والمساكين.
***
وكان عليه الصلاة والسلام يقول:
اللهم اني بشر من البشر، أغضب كما يغضب البشر، فأيما رجل دعوت عليه، فاجعل ذلك زكاة ورحمة، وصلاة وطهورا، وقربة تقربه إليك يوم القيامة'.
وما يقال عن عدله وسخائه وصبره علي الابتلاء، وحبه للناس، وعدله وشجاعته ما يفوق كل تصور.
***
لقد جاءته الرسالة وهو في الأربعين من عمره، وكان أول ما نزل من الوحي 'اقرأ' ومنها حث علي العلم ونبذ الجهل، وقراءة كتاب الكون، وكتاب الله (القرآن الكريم).
أي أن رسالته جاءت لتؤكد أهمية البحث فيما خلقه الله من آيات، حتي يدرك الانسان عظمة المنعم. عظمة الخالق، وفي نفس الوقت يتعبد بما جاء في كتاب الله.. ويعرف الحلال والحرام، حتي يتوافق الانسان مع نفسه.. ويعرف الهدف من حياته.. وأنها مجرد ممر إلي عالم خالد أزلي.. يجازي فيها المحسن باحسانه والمسيء باساءته.
وقد حمل الرسالة رسول الله محمد بن عبدالله صلي الله عليه وآله وسلم، وأدي الأمانة.. علي أكمل وجه، ودعا إلي الدين الخالد.. وهو لايبالي بما يتعرض له من ايذاء في سبيل الدعوة، حتي أشرقت الرسالة، ونجحت في جمع القبائل العربية تحت راية واحدة، ثم نجحت الرسالة في أن تكون دينا عالميا، لأنه جاء للناس كافة، فهو القائل:
'بعثت إلي الناس كافة.. فان لم يستجيبوا لي فإلي العرب.. فإن لم يستجيبوا لي فالي قريش.. فإن لم يستجيبوا لي فالي بني هاشم، فإن لم يستجيبوا لي فإلي وحدي'.
***
وقد أعجبني ما كتبه خالد محمد خالد عن انسانيات الرسول ونقف عند فقرة منها:
تعالوا نري الانسان الحاني الذي لاتفلت من قلبه الذكي شاردة من آمال الناس وآلامهم إلا لباها ورعاها، وأعطاها من ذات نفسه كل اهتمام وتأييد.
نري الانسان الذي يكتب لملوك الأرض طالبا إليهم أن ينبذوا غرورهم الباطل، ثم يصغي في حفاوة ورضا لأعرابي حافي القدمين يقول في جهالة: اعدل يامحمد.. فليس المال مالك ولا مال أبيك!!
نري العابد الأواب الذي يقف في صلاته يتلو سورة طويلة من القرآن في انتشاء وغبطة لايقايض عليها بملء الأرض تيجانا وذهبا.. ثم لايلبث أن يسمع بكاء طفل رضيع كانت أمه تصلي خلف الرسول في المسجد، فيضحي بغبطته الكبري وصوته الجياش وينهي صلاته علي عجل رحمة بالرضيع الذي يبكي وينادي أمه ببكائه!!
نري الانسان الذي وقف أمامه صاغرين جميع الذين شنوا عليه الحرب والبغضاء، ومثلوا بجثمان عمه الشهير (حمزة) ومضغوا كبده في وحشية ضارية فقال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء!
نري الانسان الذي يجمع الحطب لاصحابه في بعض أسفارهم ليستوقدوه نارا تنضج لهم الطعام!
والذي يرتجف حين يبصر دابة تحمل فوق ظهرها أكثر مما تطيق.
والذي يحلب شاته.. ويخيط ثوبه.. ويخصف نعله!
والذي يقف بين الناس خطيبا فيقول:
: من كنت جلدت له ظهرا، فهذا ظهري فليفتد منه!!
أجل هذا هو الانسان، أبهي وأنقي وأسمي ما يكون الانسان'.
***
ويمكن ألا تفي عشرات المجلدات بمناقب أعظم رسل الله.. ولانملك ونحن نتحدث عن مناقبه العظيمة إلا أمل في أن نغترف من نبع هداه، ونعيش بما جاءت به رسالته الخالدة، التي غزت القلوب والعقول، وبدت أضواء الحضارة الاسلامية فيما بين الصين والأطلنطي في سنوات قليلة.. ولانملك إلا أن نقول في هذه المناسبة ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي:
ولد الهدي فالكائنات ضياء
وفم الزمان تذكر وضياء
صلي الله عليه وآله سلم
المعجزات التي وقعت في شتي بقاع
الأرض يوم مولد النبي الكريم
'كان خلقه القرآن'
في ذكري مولد سيدنا محمد بن عبدالله النبي الأمي الكريم صلي الله عليه وآله وسلم، ندرك عظمة هذه الشخصية المبهرة التي غيرت مسار الحياة علي الأرض، فأصبحت الحياة بعد رسالته غير الحياة التي كانت عليها قبل الرسالة الخالدة.
وعظمة هذه الشخصية تفوق كل مناسيب العظمة التي عرفها الانسان.
وشخصيته قبل الرسالة هي نفس الشخصية بعد الرسالة..
فلم يسجد لصنم قط
ولم يكن عالة علي أحد فقد كان يكسب من عمل يده.
وكان مثال الوفاء والشجاعة والصبر، والامانة حتي أطلقوا عليه الأمين.
قال عنه ابن كثير:
'معلوم لكل لب أن محمدا صلي الله عليه وسلم من أعقل خلق الله تعالي، بل أعقلهم وأكملهم علي الاطلاق في نفس الأمر.
ويقول عنه الشيخ محمد أبوزهرة:
'أشتد أمر النفاق والمنافقين، وكثرت أضرارهم، فطلب عمر رضي الله تعالي عنه من محمد بن عبدالله صلي الله تعالي عليه وسلم أن يقتلهم.
فقال عليه الصلاة والسلام:
لايتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه.. ثم أشتد النفاق. حتي هم أهل كل بيت فيه منافق أن يقتله، فقال عليه الصلاة والسلام: أين عمر؟
لو قلتهم حين قتلهم لأرعدت لهم أنوف هي اليوم تريد قتلهم.
بهذا العقل الحكيم استقبل رسالة ربه، وبهذا العقل الحكيم أدار المدينة الفاضلة التي قامت عليحكم الله تعالي وأمره ونهيه، ونفذت فيها النظم الاسلامية'.
***
طلب الامام الحسن بن علي رضي الله عنهمامن هند بن أبي هالة أن يصف له الرسول، فقال هند:
كان رسول الله صلي الله تعالي عليه وسلم، متواصل الأحزان، دائم الفكر ليس له راحة، ولايتكلم في غير حاجة طويل السكوت، يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم.. فضلا لافضول فيه، ولا تقصير.. دمثا ليس بالجاني ولا المهين، يعظم النعمة وإن دقت، لايذم شيئا لم يكن يذم، ولايمدحه، ولايقام لغضبه، اذا تعرض أحد للحق بشيء حتي ينتصر له، اذا أشار أشار بكفه كلها، واذا تعجب قلبها، واذا تحدث اتصل بها فضرب بإبهامه اليمني راحته اليسري، واذا غضب أعرض وأشاح، واذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام'.
ويقول القاضي عياض في الشفاء.
: وأما كلامه المعتاد وفصاحته المعلومة، وحكمه المأثورة، فقد ألفت فيها الكتب، ومنها من لايوازي فصاحة، ولايباري بلاغة كقوله:
المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعي بذمتهم أدناهم، وهم يد علي من سواهم'.
وقوله:
'الناس كأسنان المشط'، و'المرء مع من أحب'. ولا خير في صحبة من لايري لك ما تري له'، 'الناس معادن، 'وماهلك أمرؤ عرف قدره'، والمستشار مؤتمن.. ورحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو سكت فسلم.
وقوله:
اسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين
وقوله:
إن أحبكم إليٌ وأقربكم مجالسي يوم القيامة أحسنكم أخلاقا، الموطئون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وقوله: ولعله كان لايتكلم بما لايعنيه، ولايبخل بما لايغنيه' وقوله: ذو الوجهين لايكون عند الله وجيها، ونهيه عن قيل، وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، ومنع هات وهات، عقوق الامهات ووأد البنات'.
وقوله: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن'.
'وخير الأمور أوسطها' وقوله
'أحبب حبيبك هونا ما عسي أن يكون بغيضك يوما ما.
وقوله: الظلم ظلمات يوم القيامة
وقوله في بعض دعائه:
: اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها أمري، وتلم بها شعثي، وتصلح بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكي بها عملي، وتلهمني بها رشدي، وترد بها الفتي، وتعصمني بها من كل سوء، اللهم إلي أسألك الفوز عند القضاء، ونزل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر علي الأعداء'.
***
وصفه أبوهريرة رضي الله عنه بقوله:
'كان يقبل جميعا، ويدبر جميعا، بأبي وأمي، لم يكن فاحشا ولامتفحشا ولا صخابا في الاسواق'.
ويروي أبوهريرة أيضا:
دخلت السوق مع النبي صلي الله عليه وسلم فاشتري سراويل، وقال للوزان زن وأرجح، فيثب التاجر إلي يد النبي صلي الله وسلم يقبلها، فجذب يده وقال: هذا ما يفعله الأعاجم بملوكها، ولست بملك، أنا رجل منكم.
ثم أخذ السراويل فذهبت لأحملها فقال صلي الله عليه وسلم صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله'.
لقد كان كما يقول ابن كثير: ثم كان قبل البعثة وبعدها وقبل هجرته ملجأ الفقراء والأيتام والضعفاء والمساكين.
***
وكان عليه الصلاة والسلام يقول:
اللهم اني بشر من البشر، أغضب كما يغضب البشر، فأيما رجل دعوت عليه، فاجعل ذلك زكاة ورحمة، وصلاة وطهورا، وقربة تقربه إليك يوم القيامة'.
وما يقال عن عدله وسخائه وصبره علي الابتلاء، وحبه للناس، وعدله وشجاعته ما يفوق كل تصور.
***
لقد جاءته الرسالة وهو في الأربعين من عمره، وكان أول ما نزل من الوحي 'اقرأ' ومنها حث علي العلم ونبذ الجهل، وقراءة كتاب الكون، وكتاب الله (القرآن الكريم).
أي أن رسالته جاءت لتؤكد أهمية البحث فيما خلقه الله من آيات، حتي يدرك الانسان عظمة المنعم. عظمة الخالق، وفي نفس الوقت يتعبد بما جاء في كتاب الله.. ويعرف الحلال والحرام، حتي يتوافق الانسان مع نفسه.. ويعرف الهدف من حياته.. وأنها مجرد ممر إلي عالم خالد أزلي.. يجازي فيها المحسن باحسانه والمسيء باساءته.
وقد حمل الرسالة رسول الله محمد بن عبدالله صلي الله عليه وآله وسلم، وأدي الأمانة.. علي أكمل وجه، ودعا إلي الدين الخالد.. وهو لايبالي بما يتعرض له من ايذاء في سبيل الدعوة، حتي أشرقت الرسالة، ونجحت في جمع القبائل العربية تحت راية واحدة، ثم نجحت الرسالة في أن تكون دينا عالميا، لأنه جاء للناس كافة، فهو القائل:
'بعثت إلي الناس كافة.. فان لم يستجيبوا لي فإلي العرب.. فإن لم يستجيبوا لي فالي قريش.. فإن لم يستجيبوا لي فالي بني هاشم، فإن لم يستجيبوا لي فإلي وحدي'.
***
وقد أعجبني ما كتبه خالد محمد خالد عن انسانيات الرسول ونقف عند فقرة منها:
تعالوا نري الانسان الحاني الذي لاتفلت من قلبه الذكي شاردة من آمال الناس وآلامهم إلا لباها ورعاها، وأعطاها من ذات نفسه كل اهتمام وتأييد.
نري الانسان الذي يكتب لملوك الأرض طالبا إليهم أن ينبذوا غرورهم الباطل، ثم يصغي في حفاوة ورضا لأعرابي حافي القدمين يقول في جهالة: اعدل يامحمد.. فليس المال مالك ولا مال أبيك!!
نري العابد الأواب الذي يقف في صلاته يتلو سورة طويلة من القرآن في انتشاء وغبطة لايقايض عليها بملء الأرض تيجانا وذهبا.. ثم لايلبث أن يسمع بكاء طفل رضيع كانت أمه تصلي خلف الرسول في المسجد، فيضحي بغبطته الكبري وصوته الجياش وينهي صلاته علي عجل رحمة بالرضيع الذي يبكي وينادي أمه ببكائه!!
نري الانسان الذي وقف أمامه صاغرين جميع الذين شنوا عليه الحرب والبغضاء، ومثلوا بجثمان عمه الشهير (حمزة) ومضغوا كبده في وحشية ضارية فقال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء!
نري الانسان الذي يجمع الحطب لاصحابه في بعض أسفارهم ليستوقدوه نارا تنضج لهم الطعام!
والذي يرتجف حين يبصر دابة تحمل فوق ظهرها أكثر مما تطيق.
والذي يحلب شاته.. ويخيط ثوبه.. ويخصف نعله!
والذي يقف بين الناس خطيبا فيقول:
: من كنت جلدت له ظهرا، فهذا ظهري فليفتد منه!!
أجل هذا هو الانسان، أبهي وأنقي وأسمي ما يكون الانسان'.
***
ويمكن ألا تفي عشرات المجلدات بمناقب أعظم رسل الله.. ولانملك ونحن نتحدث عن مناقبه العظيمة إلا أمل في أن نغترف من نبع هداه، ونعيش بما جاءت به رسالته الخالدة، التي غزت القلوب والعقول، وبدت أضواء الحضارة الاسلامية فيما بين الصين والأطلنطي في سنوات قليلة.. ولانملك إلا أن نقول في هذه المناسبة ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي:
ولد الهدي فالكائنات ضياء
وفم الزمان تذكر وضياء
صلي الله عليه وآله سلم
0 التعليقات:
إرسال تعليق