الجمعة، 14 أكتوبر 2011

عجبت لشأن ملكين رأيتهم في السماء ..!


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين حبيب قلوبنا وشفيعنا يوم
المحشر محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يارب العالمين ،،


في يوم من الأيام وبينما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جالساً مع أصحابه إذا بهم
ينظرون إلى وجهه الكريم وهو (صلى الله عليه وآله وسلم) رافع رأسه الشريف إلى السماء وكأنه
القمر يضيء في أفق السماء وقد بدت نواجذه الشريفة تبسماً.


فقال له أحد الجالسين من أصحابه مستفهماً: يا رسول الله رأيناك تنظر إلى السماء وقد ابتسمت
مسروراً فما الذي أسرك يا رسول الله.


فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مخاطباً أصحابه: عجبت لشأن ملكين رأيتهم في السماء
وقد هبطا إلى الأرض أمرهم الله تعالى أن يكتبا عمل عبد من عباده المؤمنين، وقد جاء الملكان إلى
مكان يكون فيه العبد أقرب شيء إلى الله تعالى وهو موضع الصلاة وأخذا ينتظران إلى العبد المؤمن
لكتابة عمله في ذلك اليوم (لأنه يتوارد على العبد في اليوم والليلة أربعة من الملائكة في النهار إثنان
وفي المساء إثنان).


فعندما استمهلا المؤمن ولم يجداه عرجا إلى السماء لإخبار الله تعالى بشأنه (والله تعالى أعلم
بشأنه) .


فقالا لله عز وجل: إن عبدك المؤمن مبتلى في صحته فلم يستطع أن يداوم عمله الذي كان عليه في
أيامه ، فأوحى الله تعالى إليهما أن يكتبا عمل ذلك المؤمن بتمامه وكماله كما كان مدواماً عليه في أيام
صحته .


ومن هذه القصة نستلهم أن العبد المؤمن المداوم على عمل الخير إذا مات يأمر الله عز وجل ملائكته
الكرام الكاتبين له في الدنيا أن يكتبوا عمله في الآخرة بدون نقصان.


فالمرء يثاب على قدر نيته وعزيمته على العمل بالخير والشر فلو أتيحت الصحة للمريض أو الحياة
للميت لداوم واستمر على عمله في صحته وحياته وهو نفس السبب في تخليد أهل الجنة في الجنة
وأهل النار في لظاها.


فعلينا عدم التوقف عن عمل الخير مهما يكن حتى أداء صلاة الليل والقيام بالسحر إذا أدى العبد المؤمن
تلك الصلاة في أيام شبابه ولم يتمكن من أداءها في شيخوخته لكهولته وكبر سنه فإنه يكتب له أجر
ماعمل في أيام شبابه كما لو كان أداها .



0 التعليقات:

إرسال تعليق